سورة إبراهيم - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (إبراهيم)


        


إنما كان كذلك ليكون آكَدَ في إلزام الحجة: وأَنَّى ينفع ذلك إذا لم يُوَفَّقُوا لِسُلُوكِ المحجَّةِ؟ فأهلُ الهدايةِ فازوا بالعنايةِ السابقة، وأصحابُ الغواية وقعوا في ذُلِّ العداوة: فلا اعتراضَ عليه فيما يصنع، ولا يُسأَلُ عما يفعل أو لم يفعل.


أَخْرجْ قومَك بدعوتك من ظلمات شكهم إلى نور اليقين، ومنْ إشكالِ الجهل إلى رَوْحِ العِلْم. وذَكِّرْهُم بأيام الله؛ ما سلف لهم من وقت الميثاق، وما رفع عنهم من البلاء في سابق أحوالهم.
ويقال ذكِّرْهُم بأيام الله وهي ما سبق لأرواحهم من الصفوة وتعريف التوحيد قبل حلولها في الأشباح:
سقياً لها ولطيبها ولحسنها وبهائها أيام لم (...............) ويقال ذكِّرْهم بأيام الله وهي التي كان العبدُ فيها في كتم العدم، والحق يتولَّى عباده قبل أن يكون لِلعبادِ فِعْلٌ؛ فلا جُهْدَ للسابقين، ولا عناءَ ولا تَرْكَ للمقتصدين، ولا وقع من الظالم لنفسه ظلم.
إذ كان متعلق العلم متناول القدرة، والحكم على الإرادة.. ولم يكن للعبد اختيار في تلك الأيام.
قوله: {إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَاتٍ لِكُلّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}.
{صَبَّارٍ}: راضٍ بحكمه واقف عند كون لذيذ العيش يَسُرُّه.
{شَكُورٍ}: محجوبٌ بشهود النِّعم عن استغراقه في ظهور حقه هذا واقفٌ مع صبره وهذا واقف مع شكره، وكلٌّ مُلْزَمٌ بحده وقَدْرِه: والله غالب على أمره، مقدّسٌ في نَفْسِه مُتعزَّزٌ بجلال قُدْسِه.


تَذَكُّرُ ما سَلَفَ من النِّعَم يوجِبُ تجديد ما سَبقَ من المحبة، وفي الخبر: «جُبِلَتْ القلوبُ على حُبِّ مَنْ أحسن ‘إليها» فالحقُّ أَمَرَ موسى عليه السلام بتذكير قومه ما سبق إليهم من فنون إنعامه، ولطائف إكرامه وفي بعض الكتب المنزلة على الأنبياء- عليهم السلام-: «عبدي، أنا لَكَ مُحِبُّ فبحقي عليكَ كنُ لي محباً».

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8